فصل: تفسير الآية رقم (18):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (15):

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)}
{وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السموات والأرض طَوْعاً} كالمؤمنين {وَكَرْهًا} كالمنافقين ومن أُكره بالسيف {وَ} يسجد {ظلالهم بالغدو} البُكَرِ {والأصال} العشايا.

.تفسير الآية رقم (16):

{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)}
{قُلْ} يا محمد لقومك {مَن رَّبُّ السموات والأرض قُلِ الله} إن لم يقولوه لا جواب غيره {قُلْ} لهم {أفاتخذتم مِّن دُونِهِ} أي غيره. {أَوْلِيَآءَ} أصناماً تعبدونها {لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا} وتركتم مالكهما؟ استفهام توبيخ {قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الأعمى والبصير} الكافر والمؤمن {أَمْ هَلْ تَسْتَوِى الظلمات} الكفر {والنور} الإيمان؟ لا {أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فتشابه الخلق} أي خلق الشركاء بخلق الله {عَلَيْهِمْ} فاعتقدوا استحقاق عبادتهم بخلقهم؟ استفهام إنكار: أي ليس الأمر كذلك، ولا يستحق العبادة إلا الخالق {قُلِ الله خالق كُلِّ شَئ} لا شريك له فيه فلا شريك له في العبادة {وَهُوَ الواحد القهار} لعباده.

.تفسير الآية رقم (17):

{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)}
ثم ضرب مثلاً للحق والباطل فقال: {أَنَزلَ} تعالى {مِنَ السمآء مآءً} مطراً {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} بمقدارِ ملئها {فاحتمل السيل زَبَدًا رَّابِيًا} عالياً عليه هو ما على وجهه من قذر ونحوه {وَمِمَّا يُوقِدُونَ} بالياء والتاء {عَلَيْهِ فِي النار} من جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس {ابتغآء} طلب {حِلْيَةٍ} زينة {أَوْ متاع} ينتفع به كالأواني إذا أُذيبت {زَبَدٌ مّثْلُهُ} أي مثل زبد السيل وهو خَبَثُهُ الذي ينفيه الكير {كذلك} المذكور {يَضْرِبُ الله الحق والباطل} أي مَثَلَهُما {فَأَمَّا الزبد} من السيل وما أُوقِد عليه من الجواهر {فَيَذْهَبُ جُفآءً} باطلاً مرميا به {وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس} من الماء والجواهر {فَيَمْكُثُ} يبقى {فِي الأرض} زماناً، كذلك الباطل يضمحل وينمحق وإن علا على الحق في بعض الأوقات والحق ثابت باقٍ {كذلك} المذكور {يَضْرِبُ} يبيِّن {الله الأمثال}.

.تفسير الآية رقم (18):

{لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)}
{لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبِّهِمُ} أجابوه بالطاعة {الحسنى} الجنة {والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ} وهم الكفار {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي الأرض جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ} من العذاب {أولئك لَهُمْ سُوءُ الحساب} وهو المؤاخذة بكل ما عملوه لا يُغْفَر منه شيء {ومأواهم جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المهاد} الفراش هي.

.تفسير الآية رقم (19):

{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19)}
ونزل في حمزة وأبي جهل {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحق} فآمن به {كَمَنْ هُوَ أعمى} لا يعلمه ولا يؤمن به؟ لا {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ} يتعظ {أُوْلُواْ الألباب} أصحاب العقول.

.تفسير الآية رقم (20):

{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20)}
{الذين يُوفُونَ بِعَهْدِ الله} المأخوذ عليهم وهم في عالم الذرّ أو كل عهد {وَلاَ يَنْقُضُونَ الميثاق} بترك الإيمان أو الفرائض.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)}
{والذين يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ} من الإيمان والرحم وغير ذلك {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} أي وعيده {وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} تقدّم مثله.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)}
{وَالَّذِينَ صَبَرُواْ} على الطاعة والبلاء وعن المعصية {ابتغآء} طلب {وَجْهِ رَبِّهِمْ} لا غيره من أعراض الدنيا {وَأَقَامُوا الصلاة وَأَنْفَقُواْ} في الطاعة {مِمَّا رزقناهم سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُنَ} يدفعون {بالحسنة السيئة} كالجهل بالحلم، والأذى بالصبر {أولئك لَهُمْ عقبى الدار} أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة،

.تفسير الآية رقم (23):

{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)}
هي: {جنات عَدْنٍ} إقامة {يَدْخُلُونَهَا} هم {وَمَنْ صَلَحَ} آمن {مِنْ ءَابَائِهِمْ وأزواجهم وذرياتهم} وإن لم يعملوا بعملهم يكونون في درجاتهم تكرمة لهم {والملائكة يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ} من أبواب الجنة أو القصور أوّل دخولهم للتهنئة يقولون.

.تفسير الآية رقم (24):

{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)}
{سلام عَلَيْكُمُ} هذا الثواب {بِمَا صَبَرْتُمْ} بصبركم في الدنيا {فَنِعْمَ عقبى الدار} عقباكم.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)}
{والذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله مِن بَعْدِ ميثاقه وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض} بالكفر والمعاصي {أولئك لَهُمُ اللعنة} البعد من رحمة الله {وَلَهُمْ سُوءُ الدار} العاقبة السيئة في الدار الآخرة وهي جهنم.

.تفسير الآية رقم (26):

{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)}
{الله يَبْسُطُ الرزق} يوسِّعه {لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ} يضيقه لمن يشاء {وَفَرِحُواْ} أي أهل مكة فَرَحَ بطر {بالحياة الدنيا} أي بما نالوه فيها {وَمَا الحياة الدنيا فِي} جنب حياة {الأخرة إِلاَّ متاع} شيء قليل يُتَمتَع به ويذهب.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)}
{وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ} من أهل مكة {لَوْلاَ} هلا {أُنزِلَ عَلَيْهِ} على محمد {ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ} كالعصا واليد والناقة {قُلْ} لهم {إِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ} إضلاله فلا تغني عنه الآيات شيئا {وَيَهْدِى} يرشد {إِلَيْهِ} إلى دينه {مَنْ أَنَابَ} رجع إليه، ويبدل مِن (مَن).

.تفسير الآية رقم (28):

{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}
{الذين ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ} تسكن {قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله} أي وعده {أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب} أي قلوب المؤمنين.

.تفسير الآية رقم (29):

{الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29)}
{الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} مبتدأ، خبره {طوبى} مصدر من (الطِيّب) أو شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها {لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ} مرجع.

.تفسير الآية رقم (30):

{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)}
{كذلك} كما أرسلنا الأنبياء قبلك {أرسلناك فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ} تقرأ {عَلَيْهِمُ الذي أَوْحَيْنآ إِلَيْكَ} أي القرآن {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بالرحمن} حيث قالوا لما أمروا بالسجود له: وما الرحمن؟ {قُلْ} لهم يا محمد {هُوَ رَبِّى لا إله إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}
ونزل لما قالوا له: إن كنت نبياً فسيِّر عنا جبال مكة، واجعل لنا فيها أنهاراً وعيوناً لنغرس ونزرع، وابعث لنا آباءنا الموتى يكلمونا أنك نبي {وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الجبال} نقلت عن أماكنها {أَوْ قُطِّعَتْ} شُقِّقت {بِهِ الأرض أَوْ كُلِّمَ بِهِ الموتى} بأن يحْيوا لما آمنوا {بَل للَّهِ الأمر جَمِيعًا} لا لغيره، فلا يؤمن إلا من شاء إيمانه دون غيره إن أوتوا ما اقترحوا. ونزل لما أراد الصحابة إظهار ما اقترحوا طمعاً في إيمانهم {أَفَلَمْ يَايْئَسِ} يعلم {الذين ءَامَنُواْ أَنْ} مخففة أي أَنّه {لَّوْ يَشَاء الله لَهَدَى الناس جَمِيعًا} إلى الإيمان من غير آية {وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ} من أهل مكة {تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ} بصنعهم أي كفرهم {قَارِعَةٌ} داهية تقرعهم بصنوف البلاء من القتل والأسر والحرب والجدب {أَوْ تَحُلُّ} يا محمد بجيشك {قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ} مكة {حتى يَأْتِىَ وَعْدُ الله} بالنصر عليهم {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} وقد حل بالحديبية حتى أتى فتح مكة.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)}
{وَلَقَدِ استهزئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} كما استهزئ بك، وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم {فَأَمْلَيْتُ} أمهلت {لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} بالعقوبة {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} أي هو واقع موقعه فكذلك أفعل بمن استهزأ بك.

.تفسير الآية رقم (33):

{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}
{أَفَمَنْ هُوَ قآئِمٌ} رقيب {على كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} عملت من خير وشر وهو (الله) كمن ليس كذلك من الأصنام؟ لا. دلّ على هذا {وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ} له مَنْ هم؟ {أَمْ} بل أ {تُنَبِّئُونَهُ} تخبرون الله {بِمَا} أي بشريك {لاَ يَعْلَمُ} ه {فِي الأرض}؟ استفهام إنكار: أي لا شريك له، إذ لو كان لعَلمه، تعالى عن ذلك {أَمْ} بل تسمونهم شركاء {بِظَاهِرٍ مِّنَ القول} بظن باطل لا حقيقة له في الباطن؟ {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ} كفرهم {وَصُدُّواْ عَنِ السبيل} طريق الهدى {وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.

.تفسير الآية رقم (34):

{لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)}
{لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الحياة الدنيا} بالقتل والأسر {وَلَعَذَابُ الأخرة أَشَقُّ} أشدّ منه {وَمَا لَهُم مِّنَ الله} أي عذابه {مِن وَاقٍ} مانع.

.تفسير الآية رقم (35):

{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)}
{مَثَلُ} صفة {الجنة التي وُعِدَ المتقون} مبتدأ خبره محذوف: أي فيما نَقُصُّ عليكم {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار أُكُلُهَا} ما يؤكل فيها {دَآئِمٌ} لا يفنى {وِظِلُّهَا} دائم لا تنسخه شمس لعدمها فيها {تِلْكَ} أي الجنة {عقبى} عاقبة {الذين اتقوا} الشرك {وَّعُقْبَى الكافرين النار}.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ (36)}
{والذين ءاتيناهم الكتاب} كعبد الله ابن سلام وغيره من مؤمني اليهود {يَفْرَحُونَ بِمآ أُنزِلَ إِلَيْكَ} لموافقته ما عندهم {وَمِنَ الأحزاب} الذين تحزّبوا عليك بالمعاداة من المشركين واليهود {مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ} كذكر (الرحمن) وما عدا القصص {قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ} فيما أنزل إليّ {أن} أي بأن {أَعْبُدَ الله وَلآ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ ادعوا وَإِلَيْهِ مَئَابِ} مرجعي.